Admin Admin
عدد الرسائل : 133 تاريخ التسجيل : 01/09/2007
| موضوع: اضطرابات النوم عند الأطفال السبت سبتمبر 15, 2007 3:28 pm | |
| اضطرابات النوم عند الأطفال
ـ الكوابيس ونوب الهلع ـ
د . مصعب عزّاوي*
أولا ً : الكوابيس عند الأطفال : 1 ـ حقائق عامة : تعرف الكوابيس عند الأطفال بأنّها تلك الحالة التي تقطع السير الطبيعي للنوم وتظهر على شكل رؤى من مكونات يومية حياتية أو معطيات خيالية وتبدو بأنّها تهدد وجود الطفل وأمنه الجسدي والنفسي ، أو تشوه رؤيته لنفسه أو رؤية الآخرين عنه ، وغالباً يستطيع الطفل تذكر تفاصيل الكابوس بشكل دقيق عقب الاستيقاظ وبشكل دقيق جداً ، وهذا ما يجعل العودة للنوم صعباً ، ويكون الطفل حينئذٍ متيقظاً بشكل شديد ومظهره يشير إلى قلقه وتوتره النفسي والجسدي بشكل مشترك .
تعتبر حالة الكوابيس حالة شائعة عموماً ولا توجد دراسة شاملة تحصي نسبة انتشار الكوابيس بين الأطفال ولكن تشير الدراسات إلى أنّ 10% من مجموع الأطفال يعانون من ظاهرة الكوابيس بشكل مستمر أو متقطع .
أكثر ما تشيع الكوابيس عند الأطفال في عمر المدرسة الأولى وخاصة بين 6 ـ 8 سنوات وتميل لأن يخف توترها عقب ذلك في معظم الحالات مع تطور الطفل من الناحيتين النفسية والاجتماعية . 2 ـ العوامل المؤهبة لحدوث الكوابيس : أ ـ يعتبر القلق كمتلازمة تضم أسباباً وأعراضاً جسدية ونفسية السبب الأكثر شيوعاً لإحداث الكوابيس عند الأطفال ، وإنّ كافة الأشكال الفرعية للقلق عند الأطفال يمكن أن تتظاهر بشكايات مرافقة تتمثل بالكوابيس الليلية التي يعاني منها الطفل ، ولذلك فمن البديهي أن المحاولة لعلاج كافة الأسباب المؤهبة للقلق عند الطفل يعتبر مقدمة صالحة لعلاج حالات الكوابيس عند الأطفال . ب ـ إنّ الاضطرابات العائلية وخاصة تلك التي تنطوي على خلاف بين الأبوين تترافق مع محاولة كل منهما إدخال الطفل في معمعة الصراع والإيحاء له بخطأ الطرف المقابل وتنفيره بشكل غير مباشر منه ، وهو خطأ شائع في كثير من العوائل عندما تنقل خلافاتها وفق آرائها الشخصية إلى الطفل الذي لا يمتلك القدرة الحكيمة على تحليل الموضوع منطقياً ، وإنّما فقط يستطيع أن يرتكس له بشكل إحساس بعدم الاطمئنان غالباً ما سيتظاهر خلال نوم الطفل بكوابيس تعتبر نتيجة لحالة الصاع العاطفي والوجداني الكامن لدى هذا الطفل . جـ ـ إن مشاهدة أفلام الإثارة والرعب والتي أصبحت للأسف موضوعاً شائعاً من الناحية الاستهلاكية والتسويقية ، يؤدي إلى خفض عتبة التوتر والارتكاسات القلقة عند الطفل ( أي يصبح مؤثر بسيط كافياً لأن يحدث الهلع أو القلق بأشكاله المختلفة ) وهذا يجب الابتعاد عنه بشكل مطلق إذا استطعنا إلى ذلك سبيلاً . ء ـ سوء أداء وظائف الجهاز العصبي المركزي الناجم عن المتابعة المطولة للألعاب الإلكترونية والحاسوبية ( أتاري، ألعاب الحاسوب) وما ينتج عن ذلك من صرع الألعاب الإلكترونية . 3 ـ العلاج : أ ـ قد يكون المدخل العلاجي الأمثل والأنسب هو محاولة معرفة السبب المؤثر الذي كان الزناد القادح لتشكل هذا الكابوس ، والذي هو غالباً ارتكاس قلقي عند الطفل ، ولذلك فإنّ علاج السبب المؤثر ومفاعيله هو المدخل الأنجع لعلاج هذا الكابوس . ب ـ استخدام تقنيات الطمأنة النفسية عند الطفل مثل دعوة الطفل لأن ينام مع الأب أو الأم وبشكل يترافق مع تقديم الحنان وبشكل ملائم لسوية العمر الطفلية أي دون تقديم سوية من التعامل أصغر من ناحية النضج المطلوب للطفل ، ومحاولة شرح أنّ الكوابيس ظاهرة شائعة قد تحدث عند الكبير والصغير ، وبأنّها ليست حقيقة وهي لا تعني شيئاً وإنّما هي فقط أحلام مزعجة كما أنّ هناك أحلاماً سعيدة ويجب عدم الاكتراث بها حتى لو تكررت ، وترك الباب مفتوحاً للطفل للتعبير عن أنّه ارتكاس له تجاه الحلم وما يمكن أن يتلو ذلك من حديث عن أي سبب يقلق الطفل عموماً حيث يكون ذلك كافياً بشكل عام لحل السبب الأولي لظاهرة القلق في حال تعاون الأبوين لمساعدة الطفل في حلّه . مع ضرورة أن يشعر الطفل بأنّ الأهل مستعدون دائماً لتقديم الحماية والأمن بشكل عقلاني وهادئ في حال تكرر الموضوع ، وغالباً بهذه الطريقة نكون وضعنا الكوابيس على أوّل طريق اللاعودة . جـ ـ مع الأطفال الأكبر عمراً يمكن استخدام تقنيات العلاج النفسي التحليلي وذلك من خلال استعادة موضوع وبنية الحلم ومحاولة تحليله مع الطفل نفسه مستخدمين التقنيات التي ذكرناها في طرائق العلاج النفسي التحليلي في محاولة الكشف عن الصراع النفسي العاطفي الكامن الذي يعاني منه الطفل والعمل معه بشكل مشترك لتفهمه ونقله إلى سوية الوعي وإخضاعه للمحاكمة المنطقية ومساعدة الطفل في بعض الحالات على حل بعض القضايا الفكرية التي تشكل إشكالية في توازنه النفسي وتعتبر طبيعية في مثل هذه المرحلة وخاصة قضايا تتعلق( بمعنى الحياة والسعادة ، الحب ، الجنس ، الخيار الأخلاقي ومعنى الخطأ والصواب) ، وهذا يمكن أن يتم مع أحد الوالدين إذا كان يمتلك السوية الثقافية المقبولة للقيام بهذه المهمة ، وإلاّ فإنّه يمكن الاستعانة بأحد الأطباء أو الأخصائيين النفسيين من خلال جلسة للحوار مع الطفل أو جلستين ، وغالباً تكون هذه الخطة كفيلة بحل المشكل النفسي وتبعاته وخاصة تلك المتعلقة بالكوابيس . ثانياً نوب الهلع خلال النوم عند الأطفال : 1 ـ حقائق عامة : تتميز هذه النوب عن الكوابيس بأنّ الطفل يستيقظ متحفزاً من نومه ومصاباً بحالة من الهلع والاضطراب ولكن دون أن يستطيع الطفل حالة تشبه الحلم السيئ أو حتى ذكر سبب معين لخوفه واضطرابه ، بالإضافة إلى أنّ الطفل ينسى هذه الحادثة ولا يتذكرها لاحقاّ . ولا يمكن الإشارة إلى أنّ هذا الطفل يعاني من نوب الهلع عند الأطفال إلا في حال تكرر هذه الحالة لمرات متعددة ولفترة أكثر من ثلاثة أشهر وبحيث تشكل إقلاقاً للأهل وإزعاجاً للطفل من خلال إنقاص كمية النوم الملائمة لحاجاته الفيزيولوجية .
تشيع هذه الاضطرابات عند الأطفال الذكور أكثر من الإناث وتصيب تقريباً 1% من مجموع الأطفال .
غالباً ينصرف هذا الاضطراب لوحده في سن الرشد ، وفي معظم الأحيان تحدث نوب عرضية له خلال السنين الأولى لمرحلة الرشد ، وينصرف بعدها دون أن يترك أية عقابيل على صحة الطفل النفسية غالباً .
2 ـ العوامل المؤهبة لنوب الهلع خلال النوم : أ ـ يعتبر شعور الطفل بانعدام الأمان المعنوي الأسري ، وخاصة من جهة وجود خلافات مستمرة بين الأبوين ومتابعة الطفل لها بشكل يدخله عنوة ضمن خضمّ الصراع العائلي الملموس والمعنوي . [ ـ شروط النوم الخاطئة من ناحية حاجات الطفل الفيزيولوجية ، كالنوم متأخراً أو النوم بشكل متقطع أو ضمن وجود جو ضجيج شديد خلال النوم خصوصاً أو حتى خلال يقظة الطفل نهاراً . جـ ـ شرب كميات كبيرة من المنبهات وخاصة القهوة والكاكاو ، وخاصة في ساعات الليل المتأخرة . ء ـ وجود اضطرابات نفسية مرافقة تزيد الاستعداد لمثل هذه الاضطرابات وأخص منها اضطرابات القلق والاكتئاب . هـ ـ تناول الطفل لأدوية معينة دون استشارة الطبيب ، حيث يكون لها بعض التأثير في بعض الحالات من نوب الهلع الليلية عند الأطفال . 3 ـ المظاهر العامة للطفل المصاب بنوب الهلع الليلية : أ ـ يكون الطفل طبيعياً في حياته العادية ، مع ميل واضح لديه لأن يرتكس بشدة لأي عوامل مقلقة يمكن أن يتعرض لها في حياته ، ويبدو ميالاً للانفعال العاطفي بشكل مبالغ به أحياناً يصل إلى درجة الاكتئاب أو القلق الشديد في بعض الأحيان . ب ـ تكون نوبة الهلع على شكل هجمة مفاجئة تقطع نوم الطفل وخاصة في الطور الثلث للنوم ( أي بعد مرور ساعة إلى ساعتين تقريباً من إغفاء الطفل ) وبحيث يبدو الطفل متيقظاً بشدة ، وخائفاً إلى درجة الرعب ، وقد يتعرق الطفل عرقاً بارداً ويشحب لونه، مع استجابة قليلة للحدي مع الأهل وانخفاض في مستوى استيعابه للكلام الموجه إليه ، ودون أن يذكر أي إشارة لسبب موضوعي لخوفه ، أو كوابيس عانى منها أو حتى أطياف أو رموز أو صور مزعجة مرّت خلال نومه . جـ ـ قد تتشارك هذه الحالة نع اضطرابات أخرى مثل المشي خلال النوم أو القلق أو الاكتئاب . 3 ـ العلاج لنوب الهلع خلال النوم عند الأطفال : أ ـ يجب توجيه العلاج أولاً لتلافي الأسباب المؤهبة لمثل هذه الاضطرابات والتي يمكن تلافيها بسهولة مثل تحسين شروط النوم بالنسبة للطفل من الناحية العامة المتعلقة بتوقيت النوم والمكان الذي ينام به ، وعدم وجود ضجة يمكن أن تقطع عليه نومه ، ومن الناحية النفسية المتعلقة بالنوم ، من خلال عدم إدخال الطفل في الخلافات بين الأبوين . ب ـ المحاولات العلاجية لإنقاص حالات القلق التي يمكن أن ترافق هذا الاضطراب وتؤهب له بشدة وفق الاستراتيجيات العلاجية التي قدمناها غي فصل اضطرابات القلق عند الأطفال . جـ ـ دعم ثقة الطفل بنفسه ، وتعزيز الاندماج الاجتماعي عنده ممّا يسهم غي خلق حالة من حالات الرضا النفسي والسعادة التي تنعكس في الجهاز العصبي المركزي بإفراز هرمونات عصية ترسخ حالة من حالات الاستقرار في الدماغ وتقلل من إمكانية الوقوع في اضطرابات القلق ومفاعيلها ، وتحسن من قدرة الطفل على التغلب على المشاكل النفسية التي يعاني منها .
| |
|